في البداية نترحم على كل شهدائنا في كل الجبهات ونسئل الله أن يستقبلهم شهداء في جنات النعيم خالدين فيها أبدا
ونسئل الله الشفاء العاجل لكل جرحانا الابطــال
والنصر القريب
وعاشت ليبيا حرة أبية

أبداء موضوعي بهذه الجملة وبهذا الوصف

" مع سقوط جذار دكتاتورية جماهيرية الكفر والاستبداد القذافية "



بدأت تظهر وتطفو على السطح العديد من الملفات التي كانت مخفية داخل دهاليز مكاتب الإستخبارات الليبية

خاصة ملفات الإعتقالات والأغتيالات التعسفية والقمعية التي كان يقوم نظام الطاغية ضد أبناء ليبيا دون ذنب أو سبب

إلا كونهم يريدون العيش بكرامة وحرية مثل سائر شعوب العالم.

ومن بين الملفات التي كان مجرد التفكير فيها يعتبر من المحرمات والأسرار المحظورة ملف

مباراة الرصاص" الشهيرة بين الأهلي بطرابلس والاتحاد سنة 1996

التي راح ضحيتها أكثر من "60" مشجع وحوالي 150 جريح حسب روايات الشهود

ولكن المفاجأة كانت كبيرة لنا

عندما تحصلنا من مصادرنا الخاصة على ملف هذه الجريمة البشعة والذي تضمن

صور لم تُنشر من قبل وقوائم التحقيقات وأسماء الضحايا والجرحى ..

غير أن الحقيقة والمصداقية كانت غائبة عن هذا الملف لأن عدد الضحايا كان أكثر مما تم حصره

في تقارير إستخبارات الطاغية.

في هذا الموضوع الحصري سنقوم بنشر كل ما جاء في هذا الملف الإستخباراتي

وكذلك شهادتي حول هذا الموضوع بوصفي كنت أحد ضحايا هذه الجريمة المأساوية

بحق الجماهير العاشقة لكرة القدم والتي وجدت نفسها في "حلبة الموت" بدلاً من الإستمتاع بتشجيع فريقها المفضل

لا لشيء إلا أن الطاغية الباغي لا يريد أحداً ينال الشهرة والنجومية سواه .!!

الروايات حول هذه المباراة كثيرة ولكن هناك روايتان تعتبران الأكثر تداولاً في الشارع الليبي

الأولى

إن الفريقين الأهلي والاتحاد كانا يقيمان بنفس الفندق وهو الفندق الكبير

حيث يُقال ان جماهير الناديين خرجا الى شوارع العاصمة وكلاً منهما يشجع فريقه

وبعد العودة إلى حديقة الفندق قيل أن الساعدي قام بشتم أخيه محمد وجماهير الاتحاد

وهو ما شجع جماهير الأهلي على مُعاداة الاتحاد

.. ويبدوا إن القصة قد وصلت إلى الطاغية القردافي فأمر بالقيام بهذه الجريمة حتى يقضي على شعبية الناديين .!!!

اما الراوية التانية

كانت حسب كلام بعض المهتمين بهذه الحادثة هي لغرض التغطية على جريمة سجن أبوسليم التي قُتل فيها 1269

من المعتقلين بكل برودة دم خلال 3 ساعات

في جريمة مروعة هزت العالم وما زالت معظم أسرارها غائبة عن أسر هؤلاء الضحايا الأبرياء

ولعل ما يؤكد إن هذه الرواية قد تكون صحيحة هو أن جريمة مباراة الرصاص قد حدتث بعد أقل من أسبوعين من جريمة سجن أبوسليم

حيث إن المباراة المعنية أقيمت يوم الثلاثاء 1996.07.09 بينما كانت مذبحة أبوسليم يوم السبت 1996.06.29 .!!!!

وفجأة بدأ إطلاق

بخصوص قصتي فأنا كنت أخترت أسم "الضحية" لعضويتي بمنتدى كووورة ليبية لأنني كنت أعتبر نفسي أحد ضحايا هذه الجريمة

.. والقصة باختصار أنني ذهبت رفقة بعض الأصدقاء إلى الملعب لحضور المباراة من أجل تشجيع فريقي الأهلي كما أفعل دائماً ..

طبعاً كانت الأمور تسير بشكل طبيعي ولا شيء يوحي بحدوث أمر كارثي أو جريمة بشعة

.. وقبل دقائق من إنتهاء المباراة التي فاز بنتيجتها الأهلي على الاتحاد بهدف دون مقابل غادر محمد القردافي الملعب

بينما نزل الساعدي إلى المضمار بجانب الملعب

.. ومع إنتهاء المباراة بدأت جماهير الأهلي بالاحتفال فرحاً بالانتصار الرصاص الكثيف

.. حيث ظن الجميع أن ما كانوا يسمعونه من أصوات إطلاق الرصاص لم يكن إلا للاحتفال بفوز الأهلي بالمباراة

وكنت حينها في الممر بالتريبونة الوسطية نازلاً من تريبونة الشعلة عندما أصابتني رصاصتين

واحدة في أعلى الفخد الأيمن والأخرى في أسفل البطن مرورا الى أعلى الفخد الايسر .

طبعاً لا أعرف كيف أصف لكم الموقف لأن الرصاصة التي أصابتني في أسفل البطن أخترقت الأمعاء والستار ومزقت الأمعاء

ووصلت أعلى الفخد اليسرى ومزقت عضلتين من أصل أربعة عضلات مما تسبب في فقدي السيطرة على الساق اليسرى

.. وللأسف لم تكن هناك أية سيارة أسعاف أو حتى سيارة خاصة بحكم عدم وجود محطة سيارات قريبة من الملعب من جهة تريبونة ألاهلي

ولهذا تم نقلي في "برويطة" كان أحد الأطفال يبيع عليها العصائر ..

وأتجهوا بي إلى خلف تريبونة الاتحاد ولحسن حظي كانت هناك سيارة أسعاف ولكنها لم تكن مجهزة ولا معقمة وبها 5 أشخاص مصابين

وتم نقلنا إلى مستشفى شارع الزاوية ولكن وجدنا رجال الأمن الذين طلبوا من السائق التوجه إلى

مستشفى الخضراء وللتوضيح كانت إمعائي تخرج من جرح البطن كلما أصطدمت السيارة بإحدى المطبات

طبعاً تم أدخالي فوراً إلى غرفة العمليات لمدة ثلاث ساعات وبقيت في غرفة العناية الفائقة لأسبوعين وفي قسم الجراحة شهر

وتم التحقيق معي وأستجوابي بعد أن فقت من الغيبوبة 3 مرات ..

ونظراً لصعوبة أستخراج شظايا الرصاصة التي أصابتنتي في العصب فقد أضطررت لإستكمال العلاج بمصر وإيطاليا

علماً بأن سلطات اللا نظام قامت بمنعنا في الشهر الأول من السفر خارج ليبيا لتلقي العلاج رغم ما كنا نعانيه من آلام ومعاناة.


مرت السنين غيب الاعلام الجماهيري القصة عن العالم
وحاول ان يغيبها من ذاكرة الليبيين
كان يعتقد انه قادر على ذلك لم يكن يدري أن جرائمه ستكون معاول هدمه
تذكر أبناء ليبيا علم استقلالهم بعد اربعة عقود من الطمس أنشد أبناء ليبيا نشيد استقلالهم بعد أربعة عقود من التغييب
فكيف لهم أن ينسوا دماء أبنائهم التي تلطخت بها يدا الطاغية ومن معه ..
تلك جريمة من جرائم القذافي وهي قليل من كثير راح ضحيتها شباب من هذا الوطن
رملت نساء وأبكت أمهات ولم تحرك في قلب هذا المجرم شيئاً لهؤلاء ولكثيرين غيرهم
أنتفض الشعب وقلبت الطاولة على القذافي وأذياله ولايسعني قبل أن أقدم لك صورا من وثائق ومستندات للواقعة
الا ان أبدي استغرابي وعجبي ممن يقف وراء مجرم تكشفت جرائمه للجميع منذ سنوات طوال
وأقول لهم حسبي الله ونعم الوكيل