[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]“لم أكن يوماً مقتنعاً بجدوى الأحزاب أو مؤمناً بالحزبية، لكن بعد مشاهدتي لنتائج انتخابات المؤتمر الوطني صرت أؤمن بجدواها بشكلٍ عملي وأشجع على استمرارها، إذ من منا يصدق أن تفوز يوماً سيدة من مدينة المرج وقبائلها بمقعد في مدينة مصراته لولا ممارستها للعمل الحزبي، أو أن تفوز سيدة «تارقية» من قبائل الطوراق بمقعد عن مدينة البيضاء لولا انتماؤها لحزب سياسي”.
بهذا استهل رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل حديثه مع صحيفه قورينا الجديدة، حينما سألته عن رأيه حول نتائج المؤتمر الوطني، ومدى رضاه عنها..
بماذا تعلق على التصريحات السياسية التي يدلي بها مفتي الديار الليبية الشيخ «الصادق الغرياني»؟
إن الغرياني من الشخصيات التي نحترمها ونجّلها لعلمه ولدوره البارز خلال ثورة السابع عشر من فبراير حين طالب الشباب بالخروج عن القذافي وهو في قلب العاصمة طرابلس..وأنه نظراً لكل ذلك ولأن الدولة بحاجة إلى مفتي.. وللتوافق الحاصل على شخص الشيخ «الصادق» فقد تم تكليفه بناءً على هذا الأساس، وهنا الحق يجب أن يقال بأنه على المفتي أن يفتي في أمور الدين .. وقد لفتنا انتباه الشيخ «الصادق» إلى هذه النقطة وعرضنا عليه الأمر أكثر من مرة، لكن من يعرف الشيخ «الصادق» عن قرب يعلم أنه شخص صعب المراس ومعّند ومن الصعوبة أن تثنيه عن أمرٍ عقد العزم عليه! لكني أعتقد أنه بعد النقد والهجوم الذي تعرض له مؤخراً جّراء تصريحاته ضد أحد الأطراف السياسية، فقد قرر ألاّ يعود إلى مثل ذلك مجدداً، حتى لا يصير حكايةً تلوكها ألسن العامة وتقذع بحقها القول وهو في ذلك المقام.
من أين جاءتكم فكرة لجنة الستين؟
كنا نخشى على مسار وسلامة الانتخابات مع اقترابها.. خاصةً بعد التصعيد الذي قام به المحتجون على توزيع المقاعد، لذا وبعد التفاوض معهم طلبوا إلينا أن نقوم بتأجيل الانتخابات نظراً لأنهم لم يقوموا بتسجيل أنفسهم كناخبين أو تسجيل بعض عنهم كمرشحين.
لقد تم التوصل إلى هذا الحل حتى يتمكنوا من الحصول على فرصة المشاركة في الانتخابات القادمة، لكن تمرير ذلك التعديل باللحظات الأخيرة لم يكن بالأمر الهين نظراً لاعتراض عدد من أعضاء المجلس الوطني الانتقالي عليه مما سبب جدلاً ونقاشاً حادين داخل أروقة المجلس لفترة من الوقت، ولكن في نهاية المطاف ناشدنا الأعضاء أن يقوموا بتغليب المصلحة الوطنية وهو ما حدث فعلاً وتم التعديل.
هل تعتقد بأن هناك تعاون سيكون بينكم كمجلس انتقالي وبين وأعضاء المؤتمر الوطني المنتخب؟
إن الذين يتصدرون مشهد المؤتمر الوطني حالياً هم في غالبهم من أعضاء المكتب التنفيذي السابق والذين كان عملهم حينما خرجوا مضاداً دائماً لعمل المجلس، فإننا تعاهدنا في المجلس الوطني بأن نقدم المصلحة الوطنية ونمد يد العون كاملةً من أجل أن يتم تسليم السلطة إلى المؤتمر الوطني بكل أمان واستقرار، وأنا اليوم هنا أسعى في ظل هذه الجهود حيث أقوم بمتابعة قضايا الطعن بنفسي، لأننا نخشى حقيقة من أن يقوم أحد القضاة بإصدار حكم قضائي ضد أحد الأحزاب الفائزة بمقاعد المؤتمر الوطني، عندها سنصبح أمام مشكلة قانونية وسياسية قد تطول.
هل هناك تخوف من القضاء الليبي؟
إن مصدر خوفي نابع من معرفتي بحاجة القضاء إلى تطهير، إذا أننا نعلم أن بعض القضاة كانوا من المؤيدين لحكم القذافي وقد تجاوزنا عنهم في بداية الثورة، لكن يبدو أنهم لم يتبدلوا بحكم الأيام والظروف التي طرأت على البلاد، وخيرُ مثالٍ على ذلك هو ذلك القاضي في بنغازي الذي أصدر حكماً ضد المفوضية العليا للانتخابات!
متى ستكون ليبيا آمنة، وما هي المساعي المبذولة لتكوين الجيش؟
إننا بذلنا العديد من الجهود والمساعي من أجل توظيف الثوار في هذا المجال لكنها كللت في غالبها بالفشل. وإن الثوار يمتازون بالشجاعة والوطنية، لكن ذلك غير كافٍ لبناء شرطة أو جيش قوي، حيث إن أهمّ الشروط الاحتراف والتدريب الجيد، وحتى عندما قمنا بإرسال أكثر من ألفي ثائر للتدريب في دولة الأردن لم تكلل تلك الجهود بالنجاح ولعلكم في كل يوم تصلكم أخبارهم وأخبار المشاكل التي يقومون بها هناك، لذلك لا مناص من إعادة العناصر التي لديها الخبرة في الجيش والشرطة، ومن تتوفر فيهم أيضاً شروط الوطنية والنزاهة.
ما مدى صحة الأنباء التي تتحدث عن تسليم عبد الله السنوسي؟
إن جميع الأخبار التي تصلكم من موريتانيا أو من هنا هي عارية عن الصحة، فنحن لم نتوصل بعد إلى أي صيغة للتسليم، لأن عبدالله السنوسي مازالت لديه قضية تحت التداول في القضاء الموريتاني. الشيء الوحيد الذي أؤكده لكم أن موريتانيا لديها رغبة أكيدة في تسليم السنوسي إلى ليبيا، لكن متى الله أعلم.
هناك تصريحات صرح بها بعض أعضاء المكتب التنفيذي ضد قطر.ما تعليقك علي الموضوع؟
إن قطر تقوم بدعم التيارات الإسلامية ولها رؤية تتمثل في أن يتم بناء منظومة عربية تعتمد الشريعة الإسلامية كنظام للحكم، لكن مع هذا فقد تم تهويل دور التدخل القطري في ليبيا كثيراً.
وقد قامت بصرف أكثر من 2 مليار دولار على الثورة الليبية، لم يذهب أي شخص ليبي إلى قطر إلا وقاموا بإعطائه مبلغاً من المال، منهم من سلمهُ للدولة ومنهم من أخذهُ لنفسه.
كما أن خطة تحرير طرابلس تم وضعها في قطر وهم من قالوا لنا إن حربكم عن طريق الصحراء لا جدوى لها وهي حرب استنزاف لكم، أيضاً قطر قامت بتوفير طائرة خاصة لمحمود جبريل وعلي العيساوي جالا بها العالم لجلب الاعترافات السياسية، لذا فأنا دائماً أقول إن من ينكر الدور القطري حقيقةً هو شخص جاحد.
ما هي خلفيتكم على المفاوضات التي قام بها الدكتور علي الصلابي مع أعوان النظام السابق في مصر؟
تم تكليف الصلابي للقيام بتلك المفاوضات من أجل المصالحة الوطنية، لكن تمت مهاجمته بتلك الطريقة لأنه تم النظر للأمر من باب الإيديولوجيا لا من باب تغليب المصلحة الوطنية.
أن بعض التيارات السياسية خشيت إن أتت مفاوضات الصلابي أوكلها أن يعتبر ذلك نصراً ومغنماً لطرفٍ على الآخر، والمسألة كلها تخضع لعدم مشاركتهم في تلك المفاوضات لا لاعتراضهم عليها.
ما هي آخر الأعمال التي سيقوم بها المجلس قبيل مغادرته؟
وهي اعتماده لهيئة رد المظالم والمصالحة؟التي ستكون المسؤول المباشر عن عملية المصالحة الوطنية، والتي ستتم قيادتها بلجنة مؤلفة من سبعة قُضاة عُرف عنهم حسن السيرة والسلوك..
كما سيصدر خلال يومين القانون الأخير له، وهو قانون الحكم المحلي الذي سيعتمد على تقسيم الدولة إلى محافظات ومن ثم إلى بلديات وتليها محلات.. وستكون كلها تعتمد على نظام الإدارة المنتخبة. وقد أورد سبب تأخر المجلس في إصدار القانون إلى الآن نظراً للمشاكل الحاصلة بين المناطق المتناحرة والتي استلزمت من وزارة الحكم المحلي التعديل لأكثر من مرة على نظام القانون.
ما هو تقييمك لأداء وزارات الحكومة الانتقالية ؟
وزارة الحكم المحلي وزيرها محمد الحراري من أفضل الوزارات وأتمنى حقيقةً استمرار أربعة وزراء على رأس أعمالهم. وهم وزير الكهرباء و وزير الاتصالات و وزير التربية والتعليم و وزير الحكم المحلي.
واختتم ذلك بقوله متبسماً: المرشح والقائمة التي منحتهما صوتي لم ينجحا.. وأعتقد أن هؤلاء الوزراء لن يستمروا أيضاً.