السؤال:
هذه أخت تسأل من بريطانيا: ما نصيحتكم في تربية الأبناء، وخاصة ممن قد أسلم ويعيش في الغرب، وأولادنا منجذبون نحو ... منجذبون -هكذا يا شيخ - وأولادنا منجذبون؛ -يعني يتجهون- للغرب.
المشكلة عندنا أننا كلما زدنا في تعليمهم، هربوا مما نقول؛ مثلاً: بنتِي تسع سنين و قالت لي: أكره أن ألبس الحجاب، ولو أنها لبست الحجاب منذ صغرها، منذ أربع سنوات أو خمس، ودائمًا كنا نركز في التوحيد أو على التوحيد.

الجواب:
يا بنتي! من بريطانيا: تربية الأولاد مسؤولية عظيمة؛ قال صلى الله عليه وسلم في حديث طويل: ((وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته))، وما ذكرتِه من تركيزكم على التوحيد؛ فأنعِمْ وأكرم بذلك؛ لأنَّ التوحيد هو أصل الدين وأساسه، فأوصيكِ -وجميع السامعين من المسلمين والمسلمات- أن تربوا أولادكم على التوحيد، وعلى الصلوات الخمس من الصغر؛ قال صلى الله عليه و سلم: ((مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر))؛ يعني: إذا تركوا منها شيئًا. ((وفرقوا بينهم في المضاجع))؛ يعني: اجعلوا لكل واحدٍ منهم فراشًا خاصًا به، والضرب ضرب تأديب يؤلم ولا يضر.
وأوصيكِ -أنتِ ومن يستمع إلينا من المسلمين والمسلمات- بالصبر على تربية الأولاد والبنات، فأنتم في بلاد كافرة، فإذا شددتم على أولادكم ولم تشفقوا عليهم ولم ترفقوا بهم؛ فإنّهم سيذهبون إلى الكفار، وإذا احتواهم الكفار في بَلاديهم ومنتجعاتهم؛ أفسدوهم عليكم، فعليكم بالصبر، وعليكم بالحكمة، وعليكم بلين القول.
وبلّغي بنتكِ مني السلام قولي لها: يسلم عليكِ عُبيْد الجابريّ؛ ويقول لكِ: يا بِنتي! اقتدي بعائشة وصفية وميمونة، وغيرهنَّ من أمهات المؤمنين وبنات نبينا صلى الله عليه وسلم، ومنهنّ فاطمة سيدة نساء العالمين -رضي الله عنها، وعنهنَّ أجمعين-.
فإذا سمعت منكِ مثل هذا، فسوف تتشجع بالحجاب، وتَقِرُ في البيت، ولا تخرج في الشوارع والطرقات، وأخبريها أن ترك الحجاب فسق و فجور، يجب على المسلمة أن تلبس الحجاب؛ فالحجاب فريضة على كل مسلمة.
وبلِّغي بنتكِ مني هذه الدعوات: اللهم تقبلها بالقبول الحسن، وأنبتها النبات الحسن، ووجهها الوجهة الصالحة، واحفظها في دينها ودنياها، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام